عرف الإعلام و الاتصال في وسائله تطوراً على مسار التاريخ، و مرّ بمحطات و مراحل متوالية اقتضتها الضرورة الإنسانية و الاجتماعية منذ ظهور الإنسان، إذ نستطيع القول أنه منذ بدأ أول حوار بشري بين شخصين أو طرفين و هما آدم و حواء تكونت أول عملية اتصالية بين طرفين.
و يعتبر الاتصال من الضرورات الحياتية للبشرية و لا يمكن أن تستمر الحياة بدونه منذ أن وُجد الإنسان على وجه الأرض. و يمكن وصفه –الاتصال- بأنه سرّ من أسرارها و تطورها، بل إن بعض الباحثين يرى (أن الاتصال هو الحياة نفسها).
و على الرغم من أن الجنس البشري لا ينفرد وحده بهذه الظاهرة حيث توجد أنواع عديدة من الاتصال بين البشر شهد تنوعاً في أساليبه و تطوراً مذهلاً في المراحل التاريخية المتأخرة، بداية من الاتصال الشفهي و انتهاءً بالتكنولوجيا الرقمية و الأقمار الصناعية.
و إذ نتكلم اليوم عن الاتصال الشفهي فهو الوسيلة الأولى التي بواسطتها تتم عملية التواصل بين البشرية على مرّ السنين إلى يومنا هذا. و يعدّ الوسيلة الأنجع لإيصال المعلومات و الأخبار و يعتبر القناة الاتصالية الفعالة بين الناس لأنه بكل بساطة يعتمد في طريقته على الكلمات المنطوقة و المواجهة المباشرة التي هي أكثر إقناعاً من غيرها و بذلك تسهل العملية الاتصالية و يكون أثرها بالغاً على المستقبل و العكس.
و ظلت هذه الوسيلة مستمرة حتى يومنا هذا و لا يمكن بحال من الأحوال التخلي عنها، و هي المرحلة الأولى من مراحل تطور وسائل الإعلام و الاتصال. و حتى نصل الى كنهها و ماهيتها، حاولنا وضع جملة من المفاهيم و التعريفات – المتعارف عليها- لهذه الوسيلة الرائدة و مدى تأثيرها في العملية الاتصالية عبر العصور.
I- مفهوم و أنواع الاتصال الشفهي
1-مفهومـــه :
الاتصال الشفوي (الشفهي) هو الاتصال الذي يتم بين المرسل و المستقبل بوساطة اللغة المنطوقة المشتملة على كلمات و جمل و عبارات دالة على معنى معين.
و هو نمط الاتصال التقليدية و لم يكن سمة من سمات شعوب الأرض قبل اختراع الكتابة و الطباعة فحسب، بل إنه ما يزال مألوفاً و مستخدماً في الكثير من الحالات. فالمسرح الشعبي الذي نستطيع أن نجده في كثير من البلدان هو نوع من أنواع الاتصال الشفوي، و كذلك القصاصون الرّحل و الشعراء في الماضي و هذا النوع من الاتصال أصلي وُجد منذ أن وُجد الإنسان. فهو ليس مقصوراً على قوم دون قوم ولا على قارة دون قارة أخرى ولا على حضارة دون غيرها ، فهي بالتالي ظاهرة إنسانية شاملة و يقوم الاتصال الشفوي على أساس الصلة المباشرة بين المرسل و المستقبل، فمرسل الرسالة و مستقبلها يتواجدان في مكان واحد و من ثمَّ فجميع حواس الإنسان تشارك في العملية الاتصالية.
و حسب مرشال ماكلوهان "فإن الناس يتكيفون مع الظروف المحيطة عن طريق توازن الحواس الخمس (السمع و البصر و اللمس و الشم و التذوق) مع بعضها البعض و كل اختراع تكنولوجي جديد يعمل على تغيير التوازن بين الحواس، و قبل اختراع غوتنبرغ للحروف المتحركة في القرن الخامس عشر كان التوازن القلبي القديم يسيطر على حواس الناس حيث كانت حاسة السمع هي المسيطرة، فالإنسان في عصر ما قبل التعلم كان يعيش في عالم به أشياء كثيرة في الوقت نفسه، في عالم الأذن حيث يفرض الواقع نفسه على الفرد من جميع النواحي. إن الكلمة المنطوقة تثير الحواس الخمس في المستمع بشكل درامي".
كما أنه عملية تفاعل مستمر و مباشر بين القائم بالاتصال و المستقبل يتم خلالها المعلومات و الأراء و الاتجاهات بين طرفي الاتصال مما يودي في النهاية الى التأثير على المستقبل لتحقيق هدف ما.
و مجمل القول أن الاتصال الشفهي يتمثل في الاتصال بين فردين هما مرسل الرسالة الإعلامية و مستقبلها فقط. و هي عملية تحدث يومياً حينما نعطي أو نتلقى أوامر أو نتدخل في مناقشة أو تبادل التحيات. و حينما نتحدث عن الاتصال في الإطار الشخصي نتحدث الى حدٍ ما عن طريقة التي يتم بها تعليم الناس، فإذا أخذنا في الاعتبار أن التعليم عملية، يصبح في إمكاننا أن نحلل أجزاءها و نتحدث عن عناصرها أو مكوناتها و عن العلاقات بين تلك المكونات أو العناصر.
و يعتبر هذا الاتصال بين المرسل و المستقبل هو الشكل الأول من أشكال الاتصال الإنساني، و ظل هذا الشكل من أشكال الاتصال أكثر الوسائل المستخدمة شيوعاً على مرّْ التاريخ و ظلت هذه الوسيلة الأساسية لاستمرار الحياة الإنسانية بوجه عام، و قد كان الإعلام بهذه الوسائل ذا فاعلية كبيرة لإعطاء التعليمات و الحث على العمل كما كان أكثر تأثيراً لإحداث التغيير في المواقف و بقيت وسائل الاتصال الشفوي حتى بعد اختراع الكتابة و المطبعة هي الوسائل التي ظل تفوقها ليس محل شك.
و ينبع من هذا الاتصال قضيتان :- الأولى، قضية استقبال اللغة ، و الثانية ، قضية استعمال اللغة، و يستخدم في هذا الاتصال عمليتي الاستماع و التحدث. و يختلف استقبال اللغة الشفوية بحسب المكان و الرسالة و موقف المستقبل و هيبة المرسل. أما استعمال اللغة الشفوية فإنه يقال عند العرب " لسانك حصانك إن صنته صانك " لأن سوء استعمال اللغة الشفوية تؤدي بصاحبها إلى المخاطر في كثير من الأوقات و قد تجلب له السعادة و الرفعة و ترفع من شأنه حين يجيد استعمالها. فالناس يتفاوتون في منازلهم بمقدرتهم في استعمال اللغة الشفوية، و هذا التباين بين الناس هو سبب التأثير في المستقبل و سبب تفاعله أو عدم تفاعله مع الرسالة.
2-أنواعـــــه :-
و الاتصال الشفهي نوعــــان :
2. 1 – اتصال مباشــر : و هو الاتصال الذي يتم عبر الكلمات و الألفاظ، حيث يتم نقل الكلام من فم المرسل الى أذن المستقبل و هو يعتمد على أساسيات مثل قوة التأثير، اللغة، العبارات، نبرات الصوت.
2. 2- اتصال غير مباشر : و هو الاتصال الذي لا يستخدم الأصوات و الألفاظ و هو اللغة الصامتة، و هو ظاهرة ذات مدى واسع تشمل الإيماءات والرموز. و الرموز من المواد في الاتصال الشخصي حيث إن الإشارات تساعد عن التعبير و تلقي المعلومات أو الرسالة المعنية التي تم إرسالها من المرسل و هي تعتمد عل الذكاء الاجتماعي الذي يكتسب من التربية و البيئة التي يتعايش معها الإنسان.
Ii- أهمية و مهارات و عيوب الاتصال الشفهي
1-أهميتــه
يقول مارشل ماكلون «إن الكلمة المنطوقة تثير الحواس الخمس في المستمع بشكل درامي، إن الاستماع للراديو أو مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب و كلها صورٌ من تكنولوجيا العصر الحديث، يعني بالضرورة احتضانها بحيث يتواصل الإنسان الحديث حول تطور هذه الوسائل و يتطـور بها، يحبها و يبادلها الحب بتلبية رغباته و تحقيق أمانيه و هذا هو ما يطق عليه التطور الجديد في شكل مهارات الاتصال و وسائله و من أقدمها ، مثل : الطبول البدائية و الإيماءات و إشارات الدخان حيث كان تقدمها في بادئ الأمـر بطيئاً و لكنها خطت خطوات سريعة في القرنين التاسع عشر و العشرين، و ها نحن نشهد ذروتها الآن و ما خفي كان أعظم...؟ »
و تدل التجارب على أن الأشكال التقليدية للاتصال تكون فعالة في مكافحة الأشكال غير العلمية للسلوك إذ يستخدم أصحاب هذه الرسائل أشكالاً بارعة في الإقناع بصيغ محلية أو فنية أشبه بفن الخطابة، حيث يتفاعل الخطيب مع جمهوره حسب نوعية الاستجابات و في كثير من الأحيان يكون الاتصال أكثر على التأثير فهو يظل دوماً محتفظاً بقدرته على مقياس استجابات المتلقين و التفاعل وفقاً لها في مختلف المواقف.
... و تشير التجارب المعلمية الميدانية الى أن الاتصال المواجهي أكثر مقدرة على الإقناع من الراديو أكثر فاعلية من المطبوع و أنه كلما ازداد الطابع الشخصي للوسيلة زادت قدرتها على الاقناع.
ثم إن الناس بطريقة الاتصال الشخصي مضطرون الى الاستماع لمن يحدثهم في موضوعات غير معلومة و لا محدودة من قبل، ثم في حالة الاتصال الشخصي يسهل على المتحدث أن يقدِّر رد الفعل المباشر على من يحدثهم كما يسهل عليه أن يكيِّف نفسه وحديثه تبعاً لذلك و هذا لا يتيسر بالطبع للصحيفة أو الراديو و يضاف الى ذلك أنه من اليسير علينا أن نقتنع بوجهة نظر أناس بيننا و بينهم صِلاةٌ في حين أنه ليس من السهل أن نقتنع بوجهة نظر الكتّاب أو المذيعين الذين قلّ أن نعرفهم كما نعرف أصدقائنا.
2-عيوبـــه
و لهذه الوسيلة بعض العيوب التي من شأنها أن تعيق العملية الاتصالية، نذكر منها :-
الكلام بسرعة فائقــة
التأتأة في الكلام و عدم الوضوح
الكلام على وتيرة واحدة
نسيان بعض الأفكار من طرف المرسل
قابل للتحريف و التغيير
الإغراء في الكنايات و المجازات
خلاصة القول أن الاتصال الشفهي وسيلة من الوسائل الناجعة للعملية الاتصالية دون منازع. تُسهل التواصل بين الناس أو بين أفراد الجماعة الواحدة، لاستعمالها اللغة المنطوقة المتيسرة عند كل الناس. و هي مرحلة من مراحل تطور الوسائل الاتصالية منذ أن وُجد الإنسان ولازالت مؤثرة و فعالة الى يومنا هذا ولا يمكننا الاستغناء أو التخلي عنها.
فالكلمة جعلت المجموعات البشرية تشترك في لغة واحدة للتفاهم و التعارف، و هذه المشاركة اللغوية طورت مقدرة الإنسان على نقل المعلومات و التفاعل معها. فالكلمة هي أساس اللغة و وسيلة المعرفة و حاملة الثقافة و أساس الحضارة و لا أدل على ذلك من أن الحضارة عظيمة كالحضارة الإسلامية قامت على الكلمة. إذ كانت معجزة الدين الإسلامي الكبرى، فقد أفحم القرآن الكريم العرب الذين اشتغلوا كثيراً باللغة و أسرارها في قصصهم و حواراتهم و أشعارهم و مناظراتهم، ثم أفحم الدنيا بأسرها و ذلك باستعماله لأساليب الاتصال الشفهي بدقةٍ و ذكاءٍ و حكمةٍ و تبصر.
و يعتبر الاتصال من الضرورات الحياتية للبشرية و لا يمكن أن تستمر الحياة بدونه منذ أن وُجد الإنسان على وجه الأرض. و يمكن وصفه –الاتصال- بأنه سرّ من أسرارها و تطورها، بل إن بعض الباحثين يرى (أن الاتصال هو الحياة نفسها).
و على الرغم من أن الجنس البشري لا ينفرد وحده بهذه الظاهرة حيث توجد أنواع عديدة من الاتصال بين البشر شهد تنوعاً في أساليبه و تطوراً مذهلاً في المراحل التاريخية المتأخرة، بداية من الاتصال الشفهي و انتهاءً بالتكنولوجيا الرقمية و الأقمار الصناعية.
و إذ نتكلم اليوم عن الاتصال الشفهي فهو الوسيلة الأولى التي بواسطتها تتم عملية التواصل بين البشرية على مرّ السنين إلى يومنا هذا. و يعدّ الوسيلة الأنجع لإيصال المعلومات و الأخبار و يعتبر القناة الاتصالية الفعالة بين الناس لأنه بكل بساطة يعتمد في طريقته على الكلمات المنطوقة و المواجهة المباشرة التي هي أكثر إقناعاً من غيرها و بذلك تسهل العملية الاتصالية و يكون أثرها بالغاً على المستقبل و العكس.
و ظلت هذه الوسيلة مستمرة حتى يومنا هذا و لا يمكن بحال من الأحوال التخلي عنها، و هي المرحلة الأولى من مراحل تطور وسائل الإعلام و الاتصال. و حتى نصل الى كنهها و ماهيتها، حاولنا وضع جملة من المفاهيم و التعريفات – المتعارف عليها- لهذه الوسيلة الرائدة و مدى تأثيرها في العملية الاتصالية عبر العصور.
I- مفهوم و أنواع الاتصال الشفهي
1-مفهومـــه :
الاتصال الشفوي (الشفهي) هو الاتصال الذي يتم بين المرسل و المستقبل بوساطة اللغة المنطوقة المشتملة على كلمات و جمل و عبارات دالة على معنى معين.
و هو نمط الاتصال التقليدية و لم يكن سمة من سمات شعوب الأرض قبل اختراع الكتابة و الطباعة فحسب، بل إنه ما يزال مألوفاً و مستخدماً في الكثير من الحالات. فالمسرح الشعبي الذي نستطيع أن نجده في كثير من البلدان هو نوع من أنواع الاتصال الشفوي، و كذلك القصاصون الرّحل و الشعراء في الماضي و هذا النوع من الاتصال أصلي وُجد منذ أن وُجد الإنسان. فهو ليس مقصوراً على قوم دون قوم ولا على قارة دون قارة أخرى ولا على حضارة دون غيرها ، فهي بالتالي ظاهرة إنسانية شاملة و يقوم الاتصال الشفوي على أساس الصلة المباشرة بين المرسل و المستقبل، فمرسل الرسالة و مستقبلها يتواجدان في مكان واحد و من ثمَّ فجميع حواس الإنسان تشارك في العملية الاتصالية.
و حسب مرشال ماكلوهان "فإن الناس يتكيفون مع الظروف المحيطة عن طريق توازن الحواس الخمس (السمع و البصر و اللمس و الشم و التذوق) مع بعضها البعض و كل اختراع تكنولوجي جديد يعمل على تغيير التوازن بين الحواس، و قبل اختراع غوتنبرغ للحروف المتحركة في القرن الخامس عشر كان التوازن القلبي القديم يسيطر على حواس الناس حيث كانت حاسة السمع هي المسيطرة، فالإنسان في عصر ما قبل التعلم كان يعيش في عالم به أشياء كثيرة في الوقت نفسه، في عالم الأذن حيث يفرض الواقع نفسه على الفرد من جميع النواحي. إن الكلمة المنطوقة تثير الحواس الخمس في المستمع بشكل درامي".
كما أنه عملية تفاعل مستمر و مباشر بين القائم بالاتصال و المستقبل يتم خلالها المعلومات و الأراء و الاتجاهات بين طرفي الاتصال مما يودي في النهاية الى التأثير على المستقبل لتحقيق هدف ما.
و مجمل القول أن الاتصال الشفهي يتمثل في الاتصال بين فردين هما مرسل الرسالة الإعلامية و مستقبلها فقط. و هي عملية تحدث يومياً حينما نعطي أو نتلقى أوامر أو نتدخل في مناقشة أو تبادل التحيات. و حينما نتحدث عن الاتصال في الإطار الشخصي نتحدث الى حدٍ ما عن طريقة التي يتم بها تعليم الناس، فإذا أخذنا في الاعتبار أن التعليم عملية، يصبح في إمكاننا أن نحلل أجزاءها و نتحدث عن عناصرها أو مكوناتها و عن العلاقات بين تلك المكونات أو العناصر.
و يعتبر هذا الاتصال بين المرسل و المستقبل هو الشكل الأول من أشكال الاتصال الإنساني، و ظل هذا الشكل من أشكال الاتصال أكثر الوسائل المستخدمة شيوعاً على مرّْ التاريخ و ظلت هذه الوسيلة الأساسية لاستمرار الحياة الإنسانية بوجه عام، و قد كان الإعلام بهذه الوسائل ذا فاعلية كبيرة لإعطاء التعليمات و الحث على العمل كما كان أكثر تأثيراً لإحداث التغيير في المواقف و بقيت وسائل الاتصال الشفوي حتى بعد اختراع الكتابة و المطبعة هي الوسائل التي ظل تفوقها ليس محل شك.
و ينبع من هذا الاتصال قضيتان :- الأولى، قضية استقبال اللغة ، و الثانية ، قضية استعمال اللغة، و يستخدم في هذا الاتصال عمليتي الاستماع و التحدث. و يختلف استقبال اللغة الشفوية بحسب المكان و الرسالة و موقف المستقبل و هيبة المرسل. أما استعمال اللغة الشفوية فإنه يقال عند العرب " لسانك حصانك إن صنته صانك " لأن سوء استعمال اللغة الشفوية تؤدي بصاحبها إلى المخاطر في كثير من الأوقات و قد تجلب له السعادة و الرفعة و ترفع من شأنه حين يجيد استعمالها. فالناس يتفاوتون في منازلهم بمقدرتهم في استعمال اللغة الشفوية، و هذا التباين بين الناس هو سبب التأثير في المستقبل و سبب تفاعله أو عدم تفاعله مع الرسالة.
2-أنواعـــــه :-
و الاتصال الشفهي نوعــــان :
2. 1 – اتصال مباشــر : و هو الاتصال الذي يتم عبر الكلمات و الألفاظ، حيث يتم نقل الكلام من فم المرسل الى أذن المستقبل و هو يعتمد على أساسيات مثل قوة التأثير، اللغة، العبارات، نبرات الصوت.
2. 2- اتصال غير مباشر : و هو الاتصال الذي لا يستخدم الأصوات و الألفاظ و هو اللغة الصامتة، و هو ظاهرة ذات مدى واسع تشمل الإيماءات والرموز. و الرموز من المواد في الاتصال الشخصي حيث إن الإشارات تساعد عن التعبير و تلقي المعلومات أو الرسالة المعنية التي تم إرسالها من المرسل و هي تعتمد عل الذكاء الاجتماعي الذي يكتسب من التربية و البيئة التي يتعايش معها الإنسان.
Ii- أهمية و مهارات و عيوب الاتصال الشفهي
1-أهميتــه
يقول مارشل ماكلون «إن الكلمة المنطوقة تثير الحواس الخمس في المستمع بشكل درامي، إن الاستماع للراديو أو مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب و كلها صورٌ من تكنولوجيا العصر الحديث، يعني بالضرورة احتضانها بحيث يتواصل الإنسان الحديث حول تطور هذه الوسائل و يتطـور بها، يحبها و يبادلها الحب بتلبية رغباته و تحقيق أمانيه و هذا هو ما يطق عليه التطور الجديد في شكل مهارات الاتصال و وسائله و من أقدمها ، مثل : الطبول البدائية و الإيماءات و إشارات الدخان حيث كان تقدمها في بادئ الأمـر بطيئاً و لكنها خطت خطوات سريعة في القرنين التاسع عشر و العشرين، و ها نحن نشهد ذروتها الآن و ما خفي كان أعظم...؟ »
و تدل التجارب على أن الأشكال التقليدية للاتصال تكون فعالة في مكافحة الأشكال غير العلمية للسلوك إذ يستخدم أصحاب هذه الرسائل أشكالاً بارعة في الإقناع بصيغ محلية أو فنية أشبه بفن الخطابة، حيث يتفاعل الخطيب مع جمهوره حسب نوعية الاستجابات و في كثير من الأحيان يكون الاتصال أكثر على التأثير فهو يظل دوماً محتفظاً بقدرته على مقياس استجابات المتلقين و التفاعل وفقاً لها في مختلف المواقف.
... و تشير التجارب المعلمية الميدانية الى أن الاتصال المواجهي أكثر مقدرة على الإقناع من الراديو أكثر فاعلية من المطبوع و أنه كلما ازداد الطابع الشخصي للوسيلة زادت قدرتها على الاقناع.
ثم إن الناس بطريقة الاتصال الشخصي مضطرون الى الاستماع لمن يحدثهم في موضوعات غير معلومة و لا محدودة من قبل، ثم في حالة الاتصال الشخصي يسهل على المتحدث أن يقدِّر رد الفعل المباشر على من يحدثهم كما يسهل عليه أن يكيِّف نفسه وحديثه تبعاً لذلك و هذا لا يتيسر بالطبع للصحيفة أو الراديو و يضاف الى ذلك أنه من اليسير علينا أن نقتنع بوجهة نظر أناس بيننا و بينهم صِلاةٌ في حين أنه ليس من السهل أن نقتنع بوجهة نظر الكتّاب أو المذيعين الذين قلّ أن نعرفهم كما نعرف أصدقائنا.
2-عيوبـــه
و لهذه الوسيلة بعض العيوب التي من شأنها أن تعيق العملية الاتصالية، نذكر منها :-
الكلام بسرعة فائقــة
التأتأة في الكلام و عدم الوضوح
الكلام على وتيرة واحدة
نسيان بعض الأفكار من طرف المرسل
قابل للتحريف و التغيير
الإغراء في الكنايات و المجازات
خلاصة القول أن الاتصال الشفهي وسيلة من الوسائل الناجعة للعملية الاتصالية دون منازع. تُسهل التواصل بين الناس أو بين أفراد الجماعة الواحدة، لاستعمالها اللغة المنطوقة المتيسرة عند كل الناس. و هي مرحلة من مراحل تطور الوسائل الاتصالية منذ أن وُجد الإنسان ولازالت مؤثرة و فعالة الى يومنا هذا ولا يمكننا الاستغناء أو التخلي عنها.
فالكلمة جعلت المجموعات البشرية تشترك في لغة واحدة للتفاهم و التعارف، و هذه المشاركة اللغوية طورت مقدرة الإنسان على نقل المعلومات و التفاعل معها. فالكلمة هي أساس اللغة و وسيلة المعرفة و حاملة الثقافة و أساس الحضارة و لا أدل على ذلك من أن الحضارة عظيمة كالحضارة الإسلامية قامت على الكلمة. إذ كانت معجزة الدين الإسلامي الكبرى، فقد أفحم القرآن الكريم العرب الذين اشتغلوا كثيراً باللغة و أسرارها في قصصهم و حواراتهم و أشعارهم و مناظراتهم، ثم أفحم الدنيا بأسرها و ذلك باستعماله لأساليب الاتصال الشفهي بدقةٍ و ذكاءٍ و حكمةٍ و تبصر.
الجمعة فبراير 13, 2015 11:50 am من طرف hajar
» لعبة من سيربح المليون
الثلاثاء يوليو 15, 2014 5:46 pm من طرف maryam
» موضوع عن التدخين
الخميس يناير 09, 2014 5:32 pm من طرف maryam
» موضوع عن الام
الخميس يناير 09, 2014 5:21 pm من طرف maryam
» conversation et vocabulaire partie 5
الجمعة ديسمبر 27, 2013 1:03 am من طرف Admin
» Les nombres de 1 à 100
الأحد نوفمبر 03, 2013 8:26 pm من طرف maryam
» المسيرة الخضراء
الأحد نوفمبر 03, 2013 12:23 pm من طرف maryam
» الطريق الى النجاح للدكتور ابراهيم الفقى الحلقه 1
الأحد نوفمبر 03, 2013 12:18 pm من طرف maryam
» بحث رائع : قلوب يعقلون بها
الخميس سبتمبر 26, 2013 7:52 pm من طرف Admin