[align=center][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سورة لقمان تعد أنموذجا حقيقيا في تربية الأبناء
حاجتنا نحن البشر إلى العاطفة كحاجتنا إلى الطعام والشراب والهواء. فنحن بحاجة إلى الكلمة التي تخاطب مشاعرنا مباشرة صغاراً كنا أم كباراً. نحن لا نستطيع أن نسع الناس بأموالنا ولكن بإمكاننا أن نسعهم بالمحبة. هذه الكلمة التي تنطلق من مبدأ الدين المعاملة.
متى ما اختفت العاطفة داخل الأسرة والمجتمع بشكل عام، فلا غرابة في وقوع ما لا تحمد عقباه من شتى أنواع السلوكيات غير المقبولة. فالفارغ سيبحث عمن يملأ فراغه والجائع سيسأل عمن يشبع جوعه. والجوع العاطفي ليس إلا نتاجاً طبيعياً لفترة تكاد تكون طويلة من الجفاف المعنوي وعدم الإحساس بالانتماء.
فمبجرد دخول الشباب مرحلة المراهقة ـ وأعني بالشباب هنا الشاب أو الشابة ـ يبدأ الحديث فيما بينهم عن عواطفهم وأحاسيسهم تجاه الجنس الآخر، وما شعورهم بهذه العواطف والأحاسيس إلا ردة فعل طبيعية جراء غياب الحضن الأسري الدافئ الذي من المفترض أن يسعهم منذ نعومة أظفارهم ويحقق لهم الإشباع العاطفي ويعطيهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وما يدور في مخيلتهم.
وانطلاقاً من قول رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على عاتق الآباء والأمهات لأنهم المعنيون بتأمين ما يلزم فلذات أكبادهم من متطلبات الحياة المعنوية والمادية. ومن هنا فحري بالآباء أن يدركوا أن الشباب قد يستغنون عن حاجاتهم المادية في حين أنهم يتشبثون بكل ما هو معنوي من الحب والحنان والعطف الأسري الذي من المفترض توفره في مجتمعهم الصغير. فضعف الترابط الأسري من أهم أسباب هذا الداء.
أيضاً، نحن نؤمن بأن حب الأولاد فطرة بشرية فطر الله تعالى الناس عليها. فكل إنسان يحب النسل والذرية. فإذا رزقه الله أطفالاً انشغل تفكيره في تأمين مستلزماتهم. فيكون سبب الإنجاب لديه هو التمتع بالولد فقط وتوريثه الأموال وغيرها. ولكن عندما نرجع إلى كتاب الله عز وجل نجد أن هناك سبباً أرقى للإنجاب، ألا وهو المحافظة على الدين من خلال توريثه لأجيال قادمة تحافظ عليه وتتمسك به.
وهذا أفضل ما يرثه الأولاد قبل حطام الدنيا ومتاعها. فلا ينبغي أن يذهب جيل محافظ ثم تأتي بعده أجيال لا تعرف ربها أو تعرفه معرفة سطحية، فتعم حينئذ الشهوات والفواحش في المجتمع بسبب تربية الآباء لأبنائهم على غير ما أمر الله به.
المتأمل في القرآن الكريم يجد أن سورة مريم تحدثت عن عائلات ربانية أنجبت أبناء بنيّة تسليمهم أمانة هذا الدين، فنجد في هذه السورة زكريا ويحيى، ومريم ابنة عمران وابنها عيسى، ثم إبراهيم وإسماعيل ثم إسحاق ويعقوب عليهم السلام جميعاً. وكأن السورة تخاطب كل الآباء والأمهات لتسألهم: هل حرصتم على سد حاجات أبنائكم وتحقيق الاكتفاء لهم؟ هل حرصتم على تربيتهم تربية توصلهم إلى معرفة ربهم وتربطهم به؟
وعندما نتحدث هنا عن الجوع العاطفي وآثاره على الأسرة والمجتمع برمته، ينبغي علينا ألا نحصره في مرحلة واحدة لأنه قد يمتد إلى ثلاث مراحل ابتداءً بالطفولة ومروراً بالمراهقة وانتهاءً بالزواج. فالمرحلتان الأولى والثانية تكون تحت مظلة الآباء والأمهات، أما الثالثة فتحت مظلة الزوج. والزواج هو المرحلة الأكثر فعالية لسد الجوع العاطفي لمن يحسن التعامل معها، فهي مرحلة إشباع للعاطفة جراء جوع دام طويلاً تمثل في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
والمتأمل أيضاً في كتاب الله عز وجل يجد الجواب الكافي والعلاج الشافي بإذن الله لداء الجوع العاطفي. ففي سورة لقمان دلالة واضحة على الطريقة التي اتبعها لقمان في تربيته لابنه ووصيته التي ذكرت في هذه السورة، والتي تحمل أيضاً في آياتها أساليب رائعة للتربية الشاملة والتعامل مع الغير على منهج الله تعالى.
لابد أن يقرأ أبناؤنا هذه السورة ويحفظوها لينشأوا على التوجيهات التي ربى لقمان ابنه عليها. وليس هذا فحسب، بل حتى الأزواج والآباء يجب أن يتعلموها قبل الأبناء ليتعرفوا من هذه المدرسة القرآنية مدرسة لقمان على أصول التربية.
هذه المدرسة ركزت على عدة محاور أهمها عدم الإشراك بالله، وبر الوالدين، وتعريف الأبناء بفضل الآباء عليهم حتى يعرفوا معنى الشكر شكر الله وشكر الوالدين. أيضاً من المحاور أهمية العبادة والإيجابية في الحياة، والتعريف الجلي بحقيقة الدنيا، والآداب العامة في المجتمع، وتحديد الهدف في الحياة والتخطيط للمستقبل.
نلاحظ في هذه السورة أيضاً. أن هذا الكم الهائل من التوجيهات قد غلفه الأب بالحنان والعاطفة الشديدين وكأننا عندما نقرأ هذه الآيات نشعر بلقمان، ذلك الرجل الهادئ الذي يعظ ابنه برقة ويقول له قبل كل موعظة (يابني... يابني) فالسورة تقول للآباء: صاحب أولادك واكسب مودتهم قبل أن تعظهم. كلمهم عن نفسك وعن تجاربك وأخطائك في الحياة، واستعمل الصداقة معهم لتنصحهم قبل استعمال الأمر والنهي بشدة.
ولا شك بأن وصايا لقمان لابنه هي عصارة حكمته وتجاربه في الحياة ينقلها لمن يأتي من بعده. فهل سنتقدي بلقمان وحكمته في تربيته لابنه وتعامله مع الغير؟
مسفر سعيد آل سعد القحطاني ـ الخرج
منقول لأهمية الجوانب التي تطرق لها الكاتب وخاصتاً للجانب الأبوي في اسلوب التربية ونحن محتاجين لتوضيح هذا الجانب للأباء ومن ثم الأبناء[/grade][/align]
اللهم نور مرقد فقيدنا الغالي عبدالله
واجعل قبره روضة من رياض الجنة
وعطرمشهده وطيبمضجعه
وآنس وحشته وارحم غربته
وقه عذاب القبر وفتنته
اللهم اجعلنا من عتقاء شهرك الكريم
رد مع اقتباس
حاجتنا نحن البشر إلى العاطفة كحاجتنا إلى الطعام والشراب والهواء. فنحن بحاجة إلى الكلمة التي تخاطب مشاعرنا مباشرة صغاراً كنا أم كباراً. نحن لا نستطيع أن نسع الناس بأموالنا ولكن بإمكاننا أن نسعهم بالمحبة. هذه الكلمة التي تنطلق من مبدأ الدين المعاملة.
متى ما اختفت العاطفة داخل الأسرة والمجتمع بشكل عام، فلا غرابة في وقوع ما لا تحمد عقباه من شتى أنواع السلوكيات غير المقبولة. فالفارغ سيبحث عمن يملأ فراغه والجائع سيسأل عمن يشبع جوعه. والجوع العاطفي ليس إلا نتاجاً طبيعياً لفترة تكاد تكون طويلة من الجفاف المعنوي وعدم الإحساس بالانتماء.
فمبجرد دخول الشباب مرحلة المراهقة ـ وأعني بالشباب هنا الشاب أو الشابة ـ يبدأ الحديث فيما بينهم عن عواطفهم وأحاسيسهم تجاه الجنس الآخر، وما شعورهم بهذه العواطف والأحاسيس إلا ردة فعل طبيعية جراء غياب الحضن الأسري الدافئ الذي من المفترض أن يسعهم منذ نعومة أظفارهم ويحقق لهم الإشباع العاطفي ويعطيهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وما يدور في مخيلتهم.
وانطلاقاً من قول رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على عاتق الآباء والأمهات لأنهم المعنيون بتأمين ما يلزم فلذات أكبادهم من متطلبات الحياة المعنوية والمادية. ومن هنا فحري بالآباء أن يدركوا أن الشباب قد يستغنون عن حاجاتهم المادية في حين أنهم يتشبثون بكل ما هو معنوي من الحب والحنان والعطف الأسري الذي من المفترض توفره في مجتمعهم الصغير. فضعف الترابط الأسري من أهم أسباب هذا الداء.
أيضاً، نحن نؤمن بأن حب الأولاد فطرة بشرية فطر الله تعالى الناس عليها. فكل إنسان يحب النسل والذرية. فإذا رزقه الله أطفالاً انشغل تفكيره في تأمين مستلزماتهم. فيكون سبب الإنجاب لديه هو التمتع بالولد فقط وتوريثه الأموال وغيرها. ولكن عندما نرجع إلى كتاب الله عز وجل نجد أن هناك سبباً أرقى للإنجاب، ألا وهو المحافظة على الدين من خلال توريثه لأجيال قادمة تحافظ عليه وتتمسك به.
وهذا أفضل ما يرثه الأولاد قبل حطام الدنيا ومتاعها. فلا ينبغي أن يذهب جيل محافظ ثم تأتي بعده أجيال لا تعرف ربها أو تعرفه معرفة سطحية، فتعم حينئذ الشهوات والفواحش في المجتمع بسبب تربية الآباء لأبنائهم على غير ما أمر الله به.
المتأمل في القرآن الكريم يجد أن سورة مريم تحدثت عن عائلات ربانية أنجبت أبناء بنيّة تسليمهم أمانة هذا الدين، فنجد في هذه السورة زكريا ويحيى، ومريم ابنة عمران وابنها عيسى، ثم إبراهيم وإسماعيل ثم إسحاق ويعقوب عليهم السلام جميعاً. وكأن السورة تخاطب كل الآباء والأمهات لتسألهم: هل حرصتم على سد حاجات أبنائكم وتحقيق الاكتفاء لهم؟ هل حرصتم على تربيتهم تربية توصلهم إلى معرفة ربهم وتربطهم به؟
وعندما نتحدث هنا عن الجوع العاطفي وآثاره على الأسرة والمجتمع برمته، ينبغي علينا ألا نحصره في مرحلة واحدة لأنه قد يمتد إلى ثلاث مراحل ابتداءً بالطفولة ومروراً بالمراهقة وانتهاءً بالزواج. فالمرحلتان الأولى والثانية تكون تحت مظلة الآباء والأمهات، أما الثالثة فتحت مظلة الزوج. والزواج هو المرحلة الأكثر فعالية لسد الجوع العاطفي لمن يحسن التعامل معها، فهي مرحلة إشباع للعاطفة جراء جوع دام طويلاً تمثل في مرحلتي الطفولة والمراهقة.
والمتأمل أيضاً في كتاب الله عز وجل يجد الجواب الكافي والعلاج الشافي بإذن الله لداء الجوع العاطفي. ففي سورة لقمان دلالة واضحة على الطريقة التي اتبعها لقمان في تربيته لابنه ووصيته التي ذكرت في هذه السورة، والتي تحمل أيضاً في آياتها أساليب رائعة للتربية الشاملة والتعامل مع الغير على منهج الله تعالى.
لابد أن يقرأ أبناؤنا هذه السورة ويحفظوها لينشأوا على التوجيهات التي ربى لقمان ابنه عليها. وليس هذا فحسب، بل حتى الأزواج والآباء يجب أن يتعلموها قبل الأبناء ليتعرفوا من هذه المدرسة القرآنية مدرسة لقمان على أصول التربية.
هذه المدرسة ركزت على عدة محاور أهمها عدم الإشراك بالله، وبر الوالدين، وتعريف الأبناء بفضل الآباء عليهم حتى يعرفوا معنى الشكر شكر الله وشكر الوالدين. أيضاً من المحاور أهمية العبادة والإيجابية في الحياة، والتعريف الجلي بحقيقة الدنيا، والآداب العامة في المجتمع، وتحديد الهدف في الحياة والتخطيط للمستقبل.
نلاحظ في هذه السورة أيضاً. أن هذا الكم الهائل من التوجيهات قد غلفه الأب بالحنان والعاطفة الشديدين وكأننا عندما نقرأ هذه الآيات نشعر بلقمان، ذلك الرجل الهادئ الذي يعظ ابنه برقة ويقول له قبل كل موعظة (يابني... يابني) فالسورة تقول للآباء: صاحب أولادك واكسب مودتهم قبل أن تعظهم. كلمهم عن نفسك وعن تجاربك وأخطائك في الحياة، واستعمل الصداقة معهم لتنصحهم قبل استعمال الأمر والنهي بشدة.
ولا شك بأن وصايا لقمان لابنه هي عصارة حكمته وتجاربه في الحياة ينقلها لمن يأتي من بعده. فهل سنتقدي بلقمان وحكمته في تربيته لابنه وتعامله مع الغير؟
مسفر سعيد آل سعد القحطاني ـ الخرج
منقول لأهمية الجوانب التي تطرق لها الكاتب وخاصتاً للجانب الأبوي في اسلوب التربية ونحن محتاجين لتوضيح هذا الجانب للأباء ومن ثم الأبناء[/grade][/align]
اللهم نور مرقد فقيدنا الغالي عبدالله
واجعل قبره روضة من رياض الجنة
وعطرمشهده وطيبمضجعه
وآنس وحشته وارحم غربته
وقه عذاب القبر وفتنته
اللهم اجعلنا من عتقاء شهرك الكريم
رد مع اقتباس
الجمعة فبراير 13, 2015 11:50 am من طرف hajar
» لعبة من سيربح المليون
الثلاثاء يوليو 15, 2014 5:46 pm من طرف maryam
» موضوع عن التدخين
الخميس يناير 09, 2014 5:32 pm من طرف maryam
» موضوع عن الام
الخميس يناير 09, 2014 5:21 pm من طرف maryam
» conversation et vocabulaire partie 5
الجمعة ديسمبر 27, 2013 1:03 am من طرف Admin
» Les nombres de 1 à 100
الأحد نوفمبر 03, 2013 8:26 pm من طرف maryam
» المسيرة الخضراء
الأحد نوفمبر 03, 2013 12:23 pm من طرف maryam
» الطريق الى النجاح للدكتور ابراهيم الفقى الحلقه 1
الأحد نوفمبر 03, 2013 12:18 pm من طرف maryam
» بحث رائع : قلوب يعقلون بها
الخميس سبتمبر 26, 2013 7:52 pm من طرف Admin