الأساطير المصطنعة

لكل دولة أساطيرها المؤسسة،في البدء تبدو للجيل الأول الذي يعايش صنعها مضحكة ولكن بالتعليم و تكرارها في الإعلام تصبح حقيقة و مقدسة عند الأجيال اللاحقة.
من بين هذه الأساطير المصطنعة مثلا أن المغرب كان مستقرا بفضل الملكية ولكن أي قاريء للتاريخ سيكتشف أن صراعات الملوك بينهم تتابعت حتى لتظن أنه لم ينعم المغاربة ولو بشهر هاديء في تاريخهم.
أو أن اليهود كانوا يعشيون في سلام ووئام مع المسلمين، في حين أنه تمت محاصرتهم في كيتوهات تسمى الملاح وتمنع عليهم بعض الحرف فتخصصوا في تمليح الرؤوس و الحدادة و العطارة و الغناء- حتى أن أغلب الأغاني الشعبية الحالية و ألحانها من إبداع اليهود، و لفظ " ايلي ايلي" الذي يتكرر فيها الاَن لا يعني غير " ياربي" بالعبرية- بالإضافة إلى الضغوط و الإغراءات التي كانت تمارس عليهم لكي يسلموا..لقد كانوا قبل الاحتلال الفرنسي في أدنى مرتبة و حتى إن اغتنى أحدهم و تقرب من السلطان يمكن بكل سهولة "تتريكه" و سرقة أمواله شرعا.
ثم أسطورة الوحدة الوطنية التي لم تتجاوز حدودها في الحقيقة مدينة فاس و مراكش.
بالإضافة إلى اعتبار الممالك القديمة مغربية، في قراءة مركزية للتاريخ،كربط المرابطين و الموحدين وممالك الأندلس بالمغرب الحالي، مما يجعل المغاربة المساكين يفتحون أفواههم من الصدمة حين يكتشفون أن تونس تعتبر ابن خلدون رمزا وطنيا لها و أن الموريطانيين أيضا يعتبرون المرابطين جدودهم و أنهم هم- الموريطانيون- من كان يحتل المغرب و اسبانيا.
أضف عليها أسطورة العلم المغربي الأحمر و النشيد الوطني الذي أبدعه الفرنسيون من أجل تزويق طقوس القصر المخزني لتزجية الوقت.
من بين الأساطير أيضا الخريطة المغربية الحالية ومقولة " من طنجة للكويرة":
حين اتفقت البوليزاريو و المغرب على وقف الحرب منذ 1989 الى 1991 تم الاتفاق على ترك الوضع كما هو عليه و البدء في التفاوض من أجل حل سياسي، الوضع كما هو عليه يعني أن كل طرف يبقي على الاراضي التي يسيطر عليها
البير لحلو و تيفاريتي و الكويرة كلها تحت سيطرة البوليزاريو بتنسيق مع المينورسو و الجيش الموريطاني و إن قررت يوما أن تسافر إلى موريطانيا برّا ستلاحظ العلم الصحراوي يرفرف هناك.
وبالتالي اعلم أيها المواطن المغربي المتعلق بالأهداب أنهم يكذبون عليك و أن الإثم كله عليك في زمن الأنترنيت لأنك تصدق الأساطير يا الدمدومة بدل البحث و إعمال عقلك بحال كاع بنادم.